بنكيران تنازل عن شباط الذي يجند نفسه للانتحار من أجل الكرسي الوزاري


شهدنا خلال ولاية بنكيران الاولى مشاهد سباب ومد وجزر بينه وبين حزب الاستقلال ونعته لامينه العام بأقدح النعوت أنقحها هبيل فاس.
والآخر كذلك لم يبخل عليه بالرد، فتفرج المغاربة على مسرحية الاحزاب المتنازعة على المناصب والتي لم تتبوأ منزلة الأخلاق السياسية.
السياسة أخلاق وتفاني في خدمة الشعب وصالحه العام وليست للقتال من أجل الكراسي أو للركوب عليها من أجل الإغتناء.
بعد فوز البيجيدي بولاية ثانية، فوجئنا بالنفاق السياسي يطفو على السطح، رأينا بان هبيل فاس أصبح محنكها وذكيها في نظر بنكيران بعد ان تعانقا عناق الذئاب وتحالفا فيما بينهما.
هناك غنيمة مشتركة بين الإثنين جعلت بنكيران يتمسك بدخوله الحكومة التي استعصت ولادتها وباتت تحتاج لعملية قيصرية.

قوبل تمسك بنكيران بشباط برفض أخنوش الذي حالفه الحظ بعد زلة شباط وتذبذبه الديبلوماسي حينما صرح بأن موريطانيا هي جزء من أراضينا المغربية.
كان هذا البوح بطعم نار نزلت بردا وسلاما على اخنوش والعلاقة بين البلدين الجارين على صفيح ساخن. فهل كانت زلة شباط لتغتفر؟
تصريح ناري قدم لاخنوش في طبق من ذهب ليصفع به رئيس الحكومة والذي أقر بدوره أن ترحيبه بشباط في الحكومة قد جانبه الصواب.

تارث حفيظة الخارجية على شباط وغضب القصر عجل بإرسال بنكيران الى موريطانيا التي كانت لها نية مبيتة في تعنتها ضد المغرب إذ فاجأت بنكيران بطاقم صحفي تابع للبوليساريو لتغطية ندوة كان مزمعا ان يعقدها بنكيران.
اتضح جليا أن موريطانيا تركب على زلات الغير ولا ترقى باعتذار الطرف الآخر فتتمادى في تعنتها وتحاول تصيده وإيقاعه في شر أعماله.

سرعة بديهة هذا الأخير جنبته الوقوع في الفخ فاكتفى بإلقاء كلمة.
عفا الله عن شعبويته في مثل هاته الظروف ونجا نفسه من اللحاق بركب شباط.

بنكيران تنازل عن شباط الذي يجند نفسه للانتحار من أجل الكرسي الوزاري.

فبعد هذا الموقف الذي يراه أعضاء حزبه بطوليا وجريئا وبعد غضب القصر والخارجية من تصريحه ضد موريطانيا ما عليه الآن إلا إنقاذ دم وجهه والتنازل عما يطمح إليه.

الأجدر به أن يدافع عن موقفه الذي أثار ضجة ديبلوماسية ويسجل بمداد الفخر انه مناضل استقلالي على أن يطمع بالكرسي ويطرد شر طردة.

فهل ستتشكل الحكومة بالسرعة التي طالب بها القصر رسميا ام ستتعثر بعد موقف شباط من الجارة موريطانيا؟

وهل سيخيل إعتذاره على موريطانيا التي توصلت باعتذار الملك واستقبلت رئيس حكومته بطاقم أعداء؟


ذ. حفيظة الوريد