#رسائل_مشحونة_إلى_كلميم

عادوا، نعم لقد عادوا على متن طائرة تحط الرحال بمطار مدينتهم بهوية معروفة وغير هاربين مثلما كانوا يحلمون قبل هجرتهم، لكنهم لم يتوقعوا العودة بهذا الشكل الرهيب وهم يعلقون أحلاهم على قارب مطاطي، عادوا كما وعدوا أمهاتهم واحبابهم قبل رحيلهم، لا اعلم كيف سأصف حزن وألم تلك الأمهات لأني لا أعلمه حقا، لا بد أنه يضاهي ألم شرب جافيل الذي شربناه بالخطأ ونحن نظن أن الابريق يحتوي شايا عندما كنا صغارا او الحسرة التي تنتابنا ونحن نمضي نصف يومنا في "واد ام لعشار" نبحث عن "بيدو زيت مبروكة" لبيعها لبائع البنزين فيفاجئنا بخبر أن تلك الاشياء أصبحت تساوي "عشرة ريال" بدل درهم أو أنه لم يعد يهتم بشراء تلك القنينات، أو الخيبة التي نشعر بها بعد تشغيل التلفاز لمشاهدة رسوم متحركة فنجد قنواتنا التي كانت النافدة الوحيدة على العالم تبث البرلمان، 
هل هي تعادل الخسارة التي تتسلط علينا بعد خسارة عدد كبير من كرات اللعب (البي) او (الملصقات)، او الخيبة التي نشعر بها عندما تغلق الدولة في وجوهنا ابواب العمل والوظيفة. ببساطتنا في طفولة كلها خيبات وحسرات كان آباؤنا يجدون فينا الأمل الوحيد للحياة ويرون فينا المستقبل ولا يظنون يوما أنهم سيدفنوننا بل العكس ومهما نجمع كل تلك الآلآم والخيبات والحسرات التي راكمتنا مد وكنا صغارا فلن نصل لخيبة لتك الأمهات وهن ينظرن لفلذات أكبادهن تلتهمها البحار فلا يصلهن منها الا الجسد الذي بمثابة لباس أما الروح وهي الاغلى فترحل الى السماء بلا عودة.
صبرا أيتها الأمهات...
وانا لله وانا اليه راجعون
بقلم: 
#أيوب_الصويع