ما يخفيه الإعلام الغربي واستثناهم من وصف الإرهاب: 4 من أكثر الهجمات دموية في الغرب لم ينفذها متدينون!


IMG_87461-1300x866دائمًا ما يربط  مسؤولون غربيون الهجمات الدموية التي يشهدها الغرب بما يصفونه بـ«الإرهاب الإسلام الراديكالي»، ولكن اللافت أن أربعة من أكثر العمليات دموية في أمريكا والغرب، نفذها أناس أكد مقربون منهم أنهم «غير متدينين» في الأساس، فمنهم الملحد، والمقامر، والمثلي محب للخمر» ، ورابع محب للنساء والرقص أكثر من الدين.

أسوأ عملية إطلاق نار في تاريخ ولاية تكساس نفذها ملحد يحتقر المؤمنين

في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، الموافق يوم الأحد الماضي، وقع ما وصفته صحيفة «روسيا اليوم» بـ«أكبر مذبحة إطلاق نار في تاريخ تكساس »، وخامس أكبر حوادث إطلاق النار في عدد الضحايا في تاريخ الولايات المتحدة، وقع الهجوم عندما اقتحم منفذه ديفن كيلي، كنيسة المعمدانية في ينابيع ساذرلاند بكاليفورنيا، وفتح النار عشوائيًا من بندقيته على رواد الكنيسة؛ ليقتل 26  شخصًا، بينهم أطفال، ويصيب نحو 20 آخرين، قبل أن ينتحر.
كيلي هو أمريكي أبيض، خدم سلفُا في القوات الجوية الأمريكية بداية من عام  2010، ولكنه أثناء خدمته تعرّض للفصل من الخدمة؛ بعد اعتدائه على زوجته وابنه؛ لتدينه محاكمة عسكرية مثل أمامها، وتودعه في مستشفى لـ«الأمراض العقلية»، قبل أن يهرب منها في 2012 بحسب تقرير للشرطة الأمريكية.
وهذه المرة لم يصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحادث بـ«الإرهابي»، وقال: إن دوافع منفذ الهجوم «نفسية»، وأفادت الشرطة الأمريكية بأن الدوافع ليست دينية، وإنما عائلية تتعلق بخلاف مع  أهل زوجته، ولكن اللافت أن الشرطة أفادت بأنه لم يكن أي من أفراد عائلته حاضرًا في قداس الأحد يوم تنفيذ العملية.
ولكن يبدو أن للجريمة أبعادًا أخرى تجاهلتها الكثير من وسائل الإعلام العربية،  ولم يتحدث عنها كثيرًا مسؤولون في الإدارة الأمريكية، وهي أن كيلي «ملحد» ويدعو أيضًا للإلحاد، ودائمًا ما يسيء للملتزمين بأديان، ويصفهم بـ«الأغبياء»، وهو ما عبّرت عنه بوضوح صحيفة «نيويورك بوست»، التي عنونت أحد تقاريرها عن الحادثة «منفذ هجوم كنيسة تكساس هو مسلح ملحد»، مستعينة بشهادات تؤكد ذلك من أصدقاء وزملاء سابقين له، أوردتها أيضًا صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ضحايا هجوم تكساس
«لقد كان أول ملحد قابلته في المرحلة الثانوية، وبعد ذلك التحق بالقوات الجوية (…) أنا صدمت من سماع الأخبار، لم أستوعب كيف نفّّذ ذلك»، هكذا يؤكد باتريك بويس، الذي زامل كيلي في المرحلة الثانوية، وهو ما أكدته أيضًا زميلة كيلي في الثانوية نينا روز نافا، التي قالت في منشور لها على فيسبوك «كان كيلي دائمًا ما يتحدث بأن الأشخاص الذين يؤمنون بالله هم أغبياء، ويحاول دعوتهم إلى الإلحاد»، وأضافت نينا: «لقد حذفته من فيسبوك لدي؛ لأني لم أطِق منشوراته»، ليرد كريستوفر ليو على منشور نافا: «أنا حذفته أيضًا من فيسبوك لنفس الأسباب».
وقد اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إلحاد كيلي أحد الدوافع المحتملة لارتكابه الجريمة، ولكن أيًا من تلك الصحف لم تصف الحادث صراحة بـ«الإرهابي»، وربما كان الأمر سيختلف إذا كان منفذه مسلمًا أو عربيًا.

أسوأ هجوم إطلاق نار في تاريخ أمريكا نفذه مسيحي مقامر

في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2017 وقع أسوأ هجوم إطلاق نار استهدف مدنيين في تاريخ أمريكا الحديث، وبدأ الهجوم مساء الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما أطلق ستيفن بادوك (64 عامًا) النيران بطريقة عشوائية على حشد يبلغ 22 ألف فرد، يحضرون حفلة غنائية في منتجع خليج ماندلي بمدينة لاس فيجاس الأمريكية، وأسفر الهجوم عن مقتل 59 شخصًا، وإصابة أكثر من 500 آخرين، قبل أن يصيبه أحد أفراد الأمن، وعند اقتحام غرفته وجدته الشرطة مقتولًا، لتميل رواية الشرطة أنه انتحر.
وباندوك هو رجل أمريكي أبيض محاسب متقاعد ليس له سجل إجرامي، واقتصرت مخالفاته القانونية السابقة للحادث على بعض المخالفات المرورية البسيطة، ويهوى الصيد والقُمار، وعقب الهجوم تبنى «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) الهجوم، وأفادت بأن بادوك اعتنق الإسلام قبل شهور من تنفيذه للهجوم.
ولكن على عكس الهجمات السالفة التي تبناها التنظيم، بدا هذا الإعلان ضعيفًا و«غير مقنع» للإدارة الأمريكية، ولم تعتد الشرطة الفيدرالية به، والتي استبعدت تنفيذ «تنظيم الدولة» للهجوم أو تدبيره، وأفادت بأنه هجوم نفذه مسلح، «وليس عملًا إرهابيًا»، ونفت أن يكون باندوك غيّر ديانته إلى الإسلام، وهو نفي أكده أيضًا إريك باندوك شقيق المنفذ، والذي أضاف: «كان معتادًا على الذهاب إلى مدينة لاس فيغاس في سيارته الجيب ليلعب القمار».

ثاني أسوأ هجوم إطلاق نار في تاريخ أمريكا نفذه مثليٌّ يحب الخمر

قبل وقوع هجوم لاس فيجاس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان أسوأ هجوم إطلاق نار استهدف مدنيين في تاريخ أمريكا هو هجوم فلوريدا، الذي يعود لـ12 يونيو (حزيران) 2016، ووقع عندما اقتحم المواطن الأمريكي ذو الأصول الأفغانية، عمر صديق متين (29 عامًا)، ملهى ليلي للمثليين، في أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، كان به حوالي 300 شخص، وأطلق النار عليهم عشوائيًا؛ مما تسبب في مقتل 49 شخصًا، وإصابة 53 آخرين، وقالت وسائل إعلام أمريكية بأن متين اتصل بالشرطة أثناء الهجوم مبايعًا (داعش).
وكانت أصول متين الأفغانية، وتبني داعش للهجوم كفيلًا لوصف رئيس أمريكا آنذاك باراك أوباما الحادث بـ«الإرهابي المدفوع بالكراهية»، وكانت كفيلة أيضًا باستغلال ترامب للحادثة في هجومه ضد المسلمين والمهاجرين لأمريكا؛ إذ قال ترامب حينها في تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة تويتر «أقدر التهاني التي وصلتني لكوني كنت محقًا بشأن الإسلام الأصولي، لا أريد تهاني، ولكني أريد شدة ويقظة، ينبغي أن نكون أذكياء».
وطالب ترامب أوباما بالتنحي عن منصبه لعدم التفوه بكلمتي «الإرهاب الأصولي» عند تعليقه على الحادثة، وقال: لو لم تتفوه مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، بهاتين الكلمتين، لكان عليها الانسحاب من السباق الرئاسي.
وأضاف ترامب قائلًا: إن مُنفذ العملية من أصول أفغانية، وأن 99% من الشعب الأفغاني يُؤيدون تطبيق الشريعة الإسلامية، التي وصفها بـ«الجائرة».
وفي بيان نشره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أدان ترامب سماح الولايات المتحدة الأمريكية استقبال 100 ألف مهاجر سنويًّا من الشرق الأوسط، متهمًا مئات المهاجرين بالتورط في أعمال إرهابية في أمريكا، منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وجدد ترامب دعوته لمنع دخول المسلمين أمريكا.
ولكن بمرور الوقت، تبين أداء متين لممارسات تبدو بعيدة عن «الراديكالية»؛ إذ أفادت صحف عالمية وأمريكية منها: «لوس أنجلوس تايمز» و«نيويورك بوست» و«دايلي ميل» و«بالم بيتش سبوت» بأن متين ذو ميول جنسية «مثلية» ، وقد ارتاد الملهى الذي نفذ في الهجوم عدة  مرات قبل تنفيذ العملية، وقال أحد العاملين في الملهى إنه شاهد متين مرارًا وتكرارًا في الملهى، وهو في حالة سُكر، ويشرب الكحول.
وقال زميل لمتين في كلية الشرطة إنه يعتقد أن متين مثلي، وقد طلب متين منه سلفًا الخروج معه بأسلوب «رومانسي» ولكن زميله رفض، وفي الوقت الذي نفى فيه والد متين علاقة الهجوم بالدين أو تدين ابنه الاستثنائي، لفت إلى كره نجله للمثليين، ولكن طليقة متين سيتورا يوسوفي أكدت أن متين كان مثليًا، وسمعت والده ينعته في إحدى المناسبات بـ«الشاذ»، وتقول: إن متين «في البداية كان كائنًا عاديًا يحب المزاح ويحب المرح»، لكن تبين فيما بعد أنه شخصية عنيفة ومنطوية، مُضيفة «كان يعود إلى البيت، ويضربني لأتفه الأسباب، مثل التلكؤ في إتمام غسيل ملابسه».
ولفتت سيتورا، إلى أنّ متين لم يكن «يُعبّر عن معتقده الإسلامي بشكل استثنائي، وكان يتطلع للعمل في الشرطة»، وأضافت أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية، قائلةً في مؤتمر صحافي، إن عائلتها أنقذتها عندما قررت تطليقها منه، ولكن تقلصت ردود الأفعال الرسمية الأمريكية على تلك المستجدات، لترجح أن الحادث «إرهابي»، وليس حادثًا نفذه شخص يعاني من اختلالات نفسية، بحسب أقاربه وأصدقائه، أو توضح أنه كان في حياته السابقة أبعد ما يكون عن الالتزام بالدين الإسلامي، على عكس حوادث مشابهة سابقة نفذها غير مسلمين.

منفذ هجوم نيس.. شاب يحب النساء والرقص وأكل لحم الخنزير

في مساء يوم الخميس الموافق 14 يوليو ( تموز) 2016، العيد الوطني لفرنسا الذي اعتاد فيه الفرنسيون الاحتفال في الشوارع بما يُسمى «يوم الباستيل» وقع أسوأ هجوم استهدف مدنيين في فرنسا وأوروبا خلال العقد الماضي، عندما انطلق محمد لحويج بوهلال (31 سنة) بشاحنة نقل وسط حشود المُحتفلين في مدينة نيس جنوبي فرنسا، على سرعة عالية؛ لتدهس المحتفلين على مسافة  كيلو مترين، وأسفرت عملية الدهس عن مقتل 84 شخصًا، وإصابة أكثر من 200 شخص، قبل أن تقتل الشرطة بوهلال، بعد تبادل إطلاق نار معه. وتعثر على أسلحة وقنابل يدوية داخل الشاحنة.
وتبنى تنظيم الدولة الهجوم، الذي اعتبره الرئيس الفرنسي حينها فرنسوا هولاند «إرهابيًا»، وأفادت الداخلية الفرنسية بأن دوافع الهجوم غير معروفة، وقال وزير الداخلية الفرنسي، عقب الهجوم بأيام «لا صلة واضحة بين منفذ هجوم نيس وشبكات إرهابية».
  
وبوهلال هو فرنسي من أصل تونسي، يعمل سائقًا في مدينة نيس، وحول السجل الجنائي له يقول مصدر أمني فرنسي إنه كان معروفًا لدى الشرطة الفرنسية بالجرائم الواقعة تحت القانون العام، كأعمال السرقة والعنف والتهديد، ولم يكن له علاقة بحوادث إرهابية، ولم يكن مدرجًا في قائمة مراقبة أجهزة المخابرات الفرنسية.
وبوهلال هو أب لثلاثة أطفال، انفصل عن زوجته، وأصابته حالة اكتئاب عقب انهيار علاقته مع زوجته، ويقول جيران بوهلال في فرنسا إنه حزن من الانفصال، وأصبح مُكتئبًا وغير مُستقر وعدوانيًا، ويعاني من مشاكل مالية. ويصفونه بأنه كان وسيمًا وهادئًا وغريبًا بعض الشيء، ومزاجيًا ووقحًا وغير مهذب في العديد من الأحيان.
«كان يُحب النساء والرقص أكثر من الدين»، هكذا يؤكد جيران بوهلال، الذين لفتوا إلى أنه لم يكن مُهتمًا بالدين، ولم يكن يُصلي، وكان شغوفًا بالنساء ورقصة «سالسا» أكثر من الدين، وتقول إحدى جيرانه إنها لم تكن تعرف أنه كان مُسلمًا، ويقول ابن عم بوهلال إن قريبه كان «يشرب الكحول، ويأكل لحم الخنزير، ويتعاطى المخدرات، ولم يكن يصلي أبدًا أو يذهب إلى المسجد» مُستبعدًا أن يكون «جهاديًا».