#حلب _تباد " و العرب ينتظرون حلاً من قادة امريكا وروسيا "تحليل خاص"

يستمر الطيران السوري والروسي معاً في قصف أحياء مدينة حلب شمال سوريا بشكل كامل لليوم الرابع على التوالي أسفر عن سقوط أكثر من " 500 " شهيد على الأقل وإصابة قرابة " 4000 " أربعة ألاف أخرين .

كثف الطيران الروسي مع هجمة برية عسكرية لقوات النظام السوري المدعوم بوحدات من حزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية ومليشيات إيرانية أخرى مدعومة بعناصر الحرس الثوري .
هاجمت تلك المجاميع الأحياء الشرقية للمدينة ما اضطر كتائب المعارضة المحدودة للخروج والانسحاب فيما أبيدت كتائب أخرى بالكامل بعد تعاهدهم على الموت قبل أيام .

تقف الدول العربية والإسلامية في موقف المتفرج والمخذول المترقب حلاً من خمس دول احتكرت قوة العالم وقهره فيما يسمى " مجلس الأمن " الذي لم يستطع أكثر من قول " يجب السماح بإخراج المدنيين والمسلحين من المدينة " وكأنه يقول أخرجوهم بأي طريقة كانت بما في ذلك الطيران .
ما أن دعا مجلس الأمن اليوم الثلاثاء إلى جلسة عاجلة لمناقشة تطورات الأوضاع في حلب إلا ولفت العقل العربي بالكامل بتفكيره وإعلامه نحو الغرب مجدداً وكأن أمريكا وفرنسا وبريطانيا ستحرك جيوشها لإنقاذ الطفل السوري الذي ظهر باكياً " أين بابا " ليرد عليه قريبه " أبوك في الجنة " .
لن يعمل الغرب أكثر مما عمله على مدى الست السنوات الماضية فالدول هي الدول نفسها والمواقف هي تلك المواقف لن تنصرف إلا إلى مزيد من نهب المال العربي باسم دعم المواقف الدولية .
المواقف الدولية يختصرها الغرب للعرب بتصريحات في دقيقة تبدوا نارية في وسائل الإعلام إلا أنها تنتهي بانتهاء ذلك التصريح بما يشبه تخدير العقل العربي المتحمس .
لن تنتهي الهجمة البربرية على مدينة حلب بل ستنتقل إلى مدن أخرى بحسب أراء غالبية المحللين الميدانيين في الأراضي السورية المحررة من مليشيا النظام وقواته .
ويحذر مراقبون بأن تلك الهجمات ستمتد إلى المدن السورية الأخرى مثل " إدلب " التي لاتزال غالبيتها في حكم سيطرة المعارضة كما أن العقل العربي يتفرج اليوم على " حلب " لينتقل به المشهد غداً إلى مدن أكثر وعواصم دول أخرى فما شاهدناه يوم سقوط بغداد ودمشق وصنعاء لن يكون غريباً علينا أن نشاهده في دول نرى ذلك الآن مستحيلاً .
Ahmed Charouf