كتب خضر عواركة: حزب الله في سورية ...قتلة لأهل السنة.... أم يدافعون عنهم

بالمنطق....هل حزب الله حزب طائفي, يقتل أهل السنة في سورية, كما يفعل بعض أهل الشيعة في العراق انتقاماً من القاعدة وورثتها في داعش, الذين قتلوا من الشيعة مئات الآلاف, قبل أن يحصل من أي شيعي ولو رد واحد في العراق, لكنهم حين قرروا الانتقام ما وجدنا إلا أن من فعل منهم صار قاتلاً لنفسه بدلاً من قتال داعش ... فيقتلون حين يتمكنون من السيطرة على منطقة نفوذ لداعش ... أعداءها السنة؟

نقطة الأساس الثانية:
لنفهم دور حزب الله وإسرائيل والطوائف علينا أن نفهم الفرق بين العقل والعاطفة. بين الإنسان في إنسانيته, وبين الحيوان حين يصبح أكثر أنسنة من الإنسان.

الأساس الثالث:
إن لم تكن ذكياً يستخدم تعقله, ولا يتكاسل عن ذلك, فلا تكمل قراءة هذا المقال, لأنه للأذكياء الساعين لتدريب عقولهم على التفكير ...

الأساس الرابع:
فقد خلق الله العالم بمعجزة, لكنه جعله يستمر بالعلم والمنطق, لا بالمعجزات
وخلق الله للناس عقولاً يمكنها أن تفهم المنطق, وأن تتصرف على أساسه، ويمكنها أن تتصرف بعاطفة ولا تفقه شيئاً.

الأساس الخامس:
اختار الانسان أن يتصرف بعاطفة, لأن الكسل مريح, وقلة التفكير ممتعة, وكثرة التفكر تسبب التعب والقلق, وعدم اليقين الدائم بكل شيء, أي أنه رحلة بحث مستمرة عن معنى كل شيء.
واختار الإنسان منذ القرون الأولى, لا بل منذ الولادة الأولى أن يتمرد على العقل, وأن يتصرف بعاطفته, لأنها الأسرع في ردّات فعلها. واختبر هو معها اليقين.

الأساس السادس:
كلمة الحيوان تأتي من الحياة، كل ذي نفس حي يمكن أن يسمى حيواناً.
حتى الإنسان الذي يتكاسل عقله ويتصرف بعاطفته يصبح مماثلاً لمن يستحق من الخلائق كلمة "حيوان" حتى وإن كان بالفعل إنساناً سوياً.

الأساس السابع:
لأن الله حين خلق الإنسان بمعجزة جعل له عقلاً وعاطفة. دون عقل لا يستمر الإنسان في حياته على وجه الأرض، ودون عاطفة لا يستمر نسله, ولن يمتلك دوافع للتآلف والتعاطف.
وترك الله للإنسان وفي الإنسان مداميك توازن العاطفة بالعقل ، وبيّن لنا من ذواتنا "أن الحكمة ضالة المؤمن، وأن الإيمان فطرة لا علم يتعلمه الإنسان. لكنها فطرة تترسخ بالعقل والعلم, وتنمو بالعمل والتدريب, تماماً مثلما يصبح الطبيب طبيباً بالتعلم والتدريب. فلا هذا يلغي ذاك, ولا ذلك ينفع دون هذا. كذا الحكيم في قراراته يصبح حكيماً بالتدرب على التفكير, وبتعلم الصواب عبر التجربة والخطأ.

في المقابل:
خلق الله في الإنسان وازع الطمع, ونوازع العداء ضد ما يشعر غريزياً أنه خطر عليه. في صورة الإنسان الأولى: حيوان ناطق استمر يتصرف كما لو أنه سيبقى ضارباً بالسيف وطاعناً بالرمح إلى أبد الآبدين. فلم نرَ تطوراً وفارقاً بين حيوانتيه الناطقة وأشكال الحضارة الأكثر تطوراً في تاريخ البشرية, الا في المئتي سنة الأخيرة. لا بل إن الربع الأخير من القرن الماضي هو أبرز مراحل التطور العلمي والحضاري للإنسان.

لكن دوافع هذا التطور الحضاري لم تكن الحكمة، بل الحيونة الغرائزية التي نسميها "طمعاً"

طمع قاد الفتوحات العسكرية لا لتخليص البشر من ظلم, بل طمعاً بما في يدهم, وما في بلادهم.

حضارة دافعها الطمع لا تنتج حكمة, بل إجراماً.

لهذا رأينا أن الحضارات التي قادت التطور العلمي هي الأكثر إجراما ضد الإنسان.

إذاً....لدينا عشرات القرون من حياة ضاربي السيوف والرماح, لأجل العيش في محيط حيواني معادٍ في قرونه الأولى، محيط صار وجدان الإنسان يتصرف إزاءه بعاطفة لا بعقل. تعلم الإنسان الكسل، فصار لا يفكر, بل يحسم الأمر ...حيوان مختلف, إذاً هو عدو.

إذا ما وضعنا أسس المنطق السبعة وراءنا بعد أن فهمها وفهم مغزاها الأذكياء, يصبح بإمكاننا الإجابة عن سؤال:

حزب الله قاتل للسنة في سورية, أم مقاتل يدافع عنهم؟؟

وهذا ما سنشرحه في الحلقة الثانية, لكي نصل من خلالكم, أيها الاذكياء, غير الكسالى إلى الجواب الشافي